وزير الأوقاف: يجوز تعجيل إخراج الزكاة عن سنوات عديدة بغير تحديد لمدة

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف

قال وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة إن الزكاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وقد قرن الله "عز وجل" أداءها في القرآن الكريم بإقامة الصلاة في مواطن كثيرة، فالصلاة والزكاة صنوان.

اقرأ أيضا | شاهد| التحقيق الذي تسبب في قيام الإخوان باغتيال الصحفي الحسيني أبو ضيف

وأوضح الوزير أنه قد رغَّب الحق سبحانه في أدائها، حيث يقول تعالى مخاطبًا نبيه "صلى الله عليه وسلم": "خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَالله سَمِيعٌ عَلِيمٌ"(). ويقول تعالى: "الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ولله عَاقِبَةُ الْأُمُورِ"، ويقول جلَّ شأنه:"وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ الله وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ الله إِنَّ الله عَزِيزٌ حَكِيمٌ".

وتابع الوزير أنه لا شك أن الفهم الصحيح لمقاصد الشريعة الإسلامية يستوجب علينا أن نقف وقفة بحثية مع بعض الأحكام التي تتعلق بهذا الركن العظيم من أركان الدين، خاصة في هذا الوقت الاستثنائي الذي يمر به العالم بسبب تداعيات فيروس كورونا، والذي اشتدت فيه حاجة بعض الناس، خاصة من كان منهم لا يملك مصدرًا للعيش سوى ما كان يحصلِّه من عمله اليومي، وهذا ما جعل بعض أصحاب الأموال الذين ألقى الله (عز وجل) في قلوبهم الرحمة يبادرون بمد يد العون والمساعدة عن طريق إخراج الزكاة تـارة، وعن طريق المساعدات العينية أخرى، وبدأت تتردد على الألسنة بعض الأسئلة التي تتعلق بفقه الزكاة، منها: هل يجوز تعجيل الزكاة قبل وقتها؟ وهل يجوز إخراج الزكاة في صورة مواد عينية، أو مستلزمات طبية؟ وغير ذلك مما يراه الناس حلولًا استثنائية لما يمر به العالم في هذا الظرف الاستثنائي،- نسأل الله (عز وجل) أن يرفع عن العالم كله، وعن الإنسانية كلها هذا الوباء والبلاء.

الوقفة الأولى: مسألة تعجيل الزكاة قبل حلول الحول:

المدة التي يجوز تعجيل الزكاة فيها: أرى- والله أعلم- ترجيح الرأي الذي يرى أصحابه جواز تعجيل إخراج الزكاة عن سنوات عديدة بغير تحديد لمدة، فإذا كان جمهور الفقهاء قد أجازوا تعجيل إخراج الزكاة في الأحوال العادية عن عام مُقبل أو عامين، وقد علل بعض الفقهاء ذلك بأنه من باب المسارعة في الخيرات()، فإن القول بالجواز من غير تحديد لمدة يجري عليه نفس الحكم؛ لاتحاد العلة، خاصة إذا دعت الضرورة والحاجة لذلك، كما في أوقات النوازل والجوائح التي تختلف فيها الأحكام الشرعية عن الأحوال العادية.

ومما لا شك فيه أن تعجيل إخراج الزكاة في هذه الظروف الاقتصادية التي يعيشها العالم بسبب تداعيات الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول في سبيل مواجهة (فيروس كورونا) مما أدى إلى فقدان كثير من الناس وظائفهم ومصدر معيشتهم، لهو من أجَلِّ وأفضل صور المسارعة في فعل الخيرات، والمتأمل لقول الله (عز وجل): "وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ"() يجد أن الله (عز وجل) أتبع ذلك بوصف المتقين؛ فكان من أول أوصافهم: "الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَالله يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"(). ومما لا شك فيه أن تعجيل إخراج الزكاة في هذه الظروف الاقتصادية التي يعيشها العالم بسبب تداعيات الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول في سبيل مواجهة (فيروس كورونا) مما أدى إلى فقدان كثير من الناس وظائفهم ومصدر معيشتهم، لهو من أجَلِّ وأفضل صور المسارعة في فعل الخيرات، والمتأمل لقول الله (عز وجل): "وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ"() يجد أن الله (عز وجل) أتبع ذلك بوصف المتقين؛ فكان من أول أوصافهم: "الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَالله يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"().

كما أن القول بعدم جواز التعجيل إنما هو لمصلحة المزكي.